عرض المقال
رسالة من شيعى
2013-06-25 الثلاثاء
ترك مساحتى المتواضعة اليوم لواحد من الشيعة وهو د.أحمد راسم النفيس، وهذا أقل واجب تجاه من سُحلوا وحُرقوا وقُتلوا ومُثِّل بجثثهم نتيجة اختلاف رؤى فى زمن حقوق الإنسان!!، يقول د.راسم النفيس فى رسالته:
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة 155-157.
تلقينا ببالغ الصدمة والأسى نبأ العدوان الآثم الذى تعرض له فضيلة الشيخ حسن شحاتة العنانى، أحد كبار علماء الأزهر، إثر عدوان وحشى تعرض له هو وشقيقاه وبعض مريديه، حيث جرى تسجيل العدوان الهمجى بالصوت والصورة، مما يعنى أن الأمر لم يكن حادثاً عشوائياً، بل هو أمر مدبر أُبرم بليل.
إنها الجريمة التى فضحت هذا النظام الهمجى المتمسح بالإسلام والدين أمام الرأى العام المحلى والدولى.
من ناحية، فنحن نحمّل الجهات الأمنية المسئولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة التى كانت -كما أسلفنا- عملاً مدبراً ومخططاً ولم تكن وليدة انفعال لحظى والدليل على ذلك هو تقاعس قوات الشرطة عن نجدة المحاصرين وتركهم لحين اكتمال المهمة القذرة.
كما نحمّل بعض وسائل الإعلام التى استمرأت واستثمرت حملات الكراهية والتحريض سواء كانوا من أصحاب الياقات البيضاء أو من أصحاب الجلابيب البيضاء مسئولية كاملة عن مساهمتهم فى شن حملات الكراهية التى مهدت لتلك الكارثة الفضيحة لقاء دراهم أو دنانير أو ريالات أو دولارات ونذكّرهم بقول الإمام على بن أبى طالب: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا يَجْمَعُ النَّاسَ الرِّضَا وَ السُّخْطُ وَإِنَّمَا عَقَرَ نَاقَةَ ثَمُودَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَعَمَّهُمُ اللَّهُ بِالْعَذَابِ لَمَّا عَمُّوهُ بِالرِّضَا فَقَالَ سُبْحَانَهُ فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ خَارَتْ أَرْضُهُمْ بِالْخَسْفَةِ خُوَارَ السِّكَّةِ الْمُحْمَاةِ فِى الْأَرْضِ الْخَوَّارَةِ.
أما من الناحية السياسية فنحن نحمّل الرئاسة الإخوانية كامل المسئولية عن تهيئة الأجواء لهذا الفعل الإجرامى البشع، وهى التى أفسحت المجال أمام التكفيريين والإرهابيين من شذاذ الآفاق للتجمع فى مصر وعرض بضاعتهم الفاسدة بل ومباركة مؤتمرات الإرهاب والمشاركة فيها.
لم يكن هذا الفعل الوحشى البربرى الذى ارتكبته تلك الجماعات على مرأى ومسمع من الشرطة عملاً معزولاً عن مناخ الكراهية الذى أوجدته الجماعة الحاكمة ورعته خلال الفترة الماضية.
كما أننا نعتقد أن هذا العمل الهمجى يأتى فى إطار سياسة استرضاء هذه الجماعات والدول الراعية للإرهاب فى المنطقة والعالم.
نذكّر السيد مرسى بأنه مكلف ومحاسَب أمام الله والقانون عن سلامة كل مصرى أياً كان دينه وانتماؤه، وأن هذا المشهد البربرى لا يشكل عدواناً على طائفة بعينها وحسب بل عدواناً على مصر وكرامتها وأمنها ومكانتها بين شعوب العالم.
كما نذكّره أيضاً أن حفلة القتل الجماعى التى ارتكبها حلفاؤه تندرج ضمن الجرائم المنصوص عليها فى القانون الجنائى الدولى وأن أحداً من شرفاء مصر لن يهدأ له بال حتى يلقى كل مجرم جزاءه سواء من قام بالسحل والقتل والتعذيب أو من تواطأ وغض الطرف أو من سهّل المهمة، وأخيراً من حرّض على ارتكاب هذه الفعلة الشنعاء.
انتهى بيان د.أحمد راسم النفيس ولكن هل سينتهى مسلسل الدم والفُرقة والضغينة التى زرعها نظام الإخوان البغيض؟